كلمة السيد رئيس مجلس جهة
الدارالبيضاء-سطات
الجهوية المتقدمة ورش ملكي و رافعة للتنمية المجالية
د. عبد اللطيف معزورً
يشكل انطلاق مسلسل الجهوية المتقدمة إصلاح مؤسساتي ترابي ، وخطوة هامة ونوعية في المسار السياسي والديمقراطي والتنموي بالمغرب، بفضل الإرادة الراسخة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .وأمام هذا التحول البنيوي والداعم الذي طبع مسار التنمية الترابية ببلادنا منذ بداية هذا القرن، برز ورش الجهوية المتقدمة كنمط ترابي طموح ذي أهمية بالغة في إدارة الدولة وخيار استراتيجي في بناء النموذج التنموي، وترسيخ المسيرة الديمقراطية .كما ساعد على الترسيخ التدريجي للدور الأساسي للجماعات الترابية كفاعل تنموي في بلادنا في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية.
ومن هذا المنظور، نحرص كمنتخبين على تجسيد هذا النهج على ارض الواقع من خلال اعتماد حكامة جيدة وناجعة تمكن من التسريع بالتنزيل العملي لهذا النموذج التنموي الشامل والمندمج القائم على أساس الديمقراطية والفعالية والتشاركية لضمان استفادة المواطنات والمواطنين والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين كمستهدفين فعليين، و إحقاق مبادئ العدالة الاجتماعية والمجالية كمطمح جماعي.
وفي هذا الإطار انخرطت جهة الدار البيضاء – سطات، عمليا في تنزيل مضامين هذا الورش الملكي المهيكل ساعية إلى خلق النمو وفرص الشغل وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، والرفع من نجاعة السياسات والبرامج والمشاريع المسطرة.
إنا حريصون على قيادة هذا الورش لضمان تفعيل أمثل للتنظيم الترابي من خلال تحديد الأولويات ورصد التحديات والاكراهات التي تشكل عائقا أمام تحقيق تنمية مجالية وبشرية منصفة كفيلة بالتصدي لكل أشكال الخصاص في النمو المسجل في الوسطين القروي والحضري . وفي هذا الإطار، سطرنا في برنامجنا التنموي الجهوي 2022-2027 مجموعة من المشاريع التي تعزز الدور الريادي للجهة كقاطرة للتنمية الاقتصادية الوطنية، وتساهم في تحسين الجاذبية السوسيو-اقتصادية للحياة المحلية، مع تعزيز قدرة الجهة على التكيف مع التحولات المناخية وتأمين حاجياتها من الماء. كما يشمل البرنامج تطوير عرض جهوي لتنقل مستدام وفي المتناول، إلى جانب إنعاش الدور المحوري للدار البيضاء كقطب دولي، وتسريع الانتقال والإدماج الرقمي على مستوى الجهة. ويهدف أيضًا إلى توفير أسس مستقبل أفضل للشباب، ودعم التمكين الاقتصادي للنساء، فضلاً عن إزالة العراقيل التي تعيق تنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة وحاملي المشاريع، مع السعي إلى إبراز طبقة متوسطة قروية فاعلة.
إن مواكبتنا للتنمية الترابية بجهتنا واستشعارا بالمسؤولية المشتركة، دفعتنا من موقعنا كمنتخبين إلى فسح المجال للمشاركة الواسعة لكل المكونات التي تتقاسم معنا رؤيتنا الإستراتيجية لمفهوم التنمية الترابية الجهوية ومواصلة الجهود لتعزيز قدرتنا على ترجمة متطلبات هذا الورش الهام و المهيكل وتحقيق مستلزماته في أفق تحقيق حلول وإجابات للمطالب الاجتماعية والتنموية، وما تصبو له ساكنة جهتنا من أهداف تحت القيادة السامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

